خريطة طريق تربوية وصحية من اليونيسف عبر حقائق للحياة للحد من الخطر الصحي!

بواسطة Marrakech يوم الخميس، 27 أكتوبر 2011 القسم : 0 commentaires


حصل ما كان يخشى الجميع منه بانتشار فيروس السيدا بين طلاب المدارس، حيث تمّ رصد نسبة إصابات بالمرض وصلت إلى حدود العشرين بالمئة بين تلامذة بعض المدارس، ولا سيما أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و18 سنة.
صحيح أنّ هذا الرقم لا يعمّم على جميع المدارس لكنّ مجرّد رصده في بعضها يفترض أن يقرع جرس الانذار، وهو ما أشار إليه كتاب "حقائق للحياة" لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) الذي شدد على ضرورة متابعة الأهل لأبنائهم ومصادقتهم للتعرف إلى مشاكلهم تفادياً لوقوعهم فريسة الإدمان على الكحول والمخدرات. كما توقف عند الدراسات الاخيرة التي اعلنت ان 61.9 في المئة من النساء المصابات بعدوى "السيدا" التقطن العدوى من أزواجهن، مع العلم ان المرأة لها الحق بمناقشة أمر الممارسة الجنسية مع زوجها في حال الشك بسلوكياته، وبضرورة إعلامها في حال إصابته.
أصوات من الشارع
الأمومة والرضاعة الطبيعية، والصحة الإنجابية وتجنب الأمراض المعدية، والوقاية من الحوادث وغيرها، أمور ذكرها كتاب "حقائق الحياة" بهدف اعطاء فكرة عن حجم المعلومات المغلوطة التي يعرفها المواطنين وتؤثر على حياتهم. تلك الحقائق عن الحياة عبّر عنها اللبنانيون هذا ما رأيناه عند كل من الصبية التي لا تريد أن تعيش تجربة الأمومة لأنها لا تريد أن تفسد شكل جسدها وثدييها، والشاب الذي يعتبر أنه "مش محتاج للواقي الذكري" لأنه "محصن"، وتلك المرأة التي لن ترضع طفلها لأنها "مش فاضية". أما الأم التي تعرف عن نفسها بـ"المتعلمة" فتقول أنها تقطع أي حديث مع ابنتها عن الأمور الجنسية لكي "لا تتفتح". تلك النقاط توفرت في كتاب في تسعة وعشرين فصلاً، وبني على أسس حقوق الإنسان، واتفاقيتي حقوق الطفل، والقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة. ويخرج من نمط عمل "اليونيسف" المتركز على الأطفال بالدرجة ألأولى، وصحة المرأة لارتباطها بصحته وبحياته، ليتطرق إلى تمكين المرأة، وإن بصورة أفقية تحول دون تحويل الكتاب إلى منشور خاص بالمرأة فقط، من ممارسة حقوقها والمطالبة بها.

الأمراض الأكثر إنتشاراً
تؤكد المديرة الاعلامية في اليونيسف لبنان سهى بساط البستاني أنه كان من الضروري في لبنان أن يتمّ بناء معطيات ميدانية نتجت إثر مشاورات مكثفة مع 58 خبيراً تعاونت معهم اليونيسف في سبيل لبننة الكتاب للوقاية من المشاكل الصحية والأمراض الناتجة عنها.
وتشير السيدة البستاني إلى أنّ كتاب "حقائق الحياة" يهدف الى توفير معلومات وحقائق أساسية تفيد القارئ في التعرف إلى سبل الوقاية من المشاكل الصحية الأساسية والأمراض الأكثر إنتشاراً في لبنان وإلى تزويد الشباب بناة المستقبل وآباء وأمهات الغد بمعلومات ومعارف صحية سليمة تساعدهم على اكتساب بعض المهارات الحياتية الهامة، إضافة إلى تنمية الإتجاهات الإيجابية لديهم إزاء الصحة العامة والصحة الشخصية وما يرتبط بهما فضلاً عن كونه يقدّم خريطة طريق للأهل حول كيفية توفير البيئة المناسبة وإلى الأهل الذين يهملون تلقيح اولادهم، وتأثير ذلك على صحة الطفل وحرمانه من المناعة المكتسبة، مع جردة باللقاحات الضرورية. 
وبحسب البستاني، فإنّ الكتاب يهدف أيضاً إلى تحديد مظاهر سوء التغذية عند الأطفال وإمكان تسببها بأمراض نفسية وجسدية، بالإضافة إلى المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالأطعمة الجاهزة وتلك البيتية. ويركز الكتاب أيضاً على ضرورة استشارة الطبيب عند الإسهالات الحادة، خصوصاً أنّ عدم إهمال الطفل يجنب العائلة الإصابات والحوادث التي يؤدي بعضها إلى عاهات دائمة أو إلى موت الطفل، فضلا عن حوادث الحروق والجروح والاختناق والسقوط والغرق والكهرباء والتسمم على أنواعه، بالإضافة إلى طرق الوقاية منها وكيفية التصرف لدى وقوعها.
وتلفت البستاني إلى ذيول الإصابة بالأنفلونزا والأمراض التنفسية الشائعة، محذرة من خطورة إهمالها حيث تؤدي في حال تفاقمها إلى التهاب الرئة وهبوط في الضغط والتهاب في الكبد والكلى وإصابة في صمامات القلب، وكيفية الوقاية منها، بالإضافة إلى مبادئ تنظيف المسكن والتخلص من النفايات. كما يقدم الكتاب، دائماً بحسب البستاني، دليلاً للعائلات حول فوائد المياه وكمياتها ومظاهر تلوثها وكيفية المحافظة على سلامتها، وطرق تعقيمها بأشعة الشمس. وبعد الرياضة وعلاقتها بالنمو والتغذية خلال فترة المراهقة، يدخل الكتاب في المواضيع الحساسة في تنشئة الأجيال، ويقدم ربما، في ظل غياب التربية الجنسية في المدارس، معلومات علمية حول التغيرات النفسية والجسدية التي يشهدها المراهق، وضرورة التعامل معها بوعي لأنها "تحدد شخصية الفرد مستقبلاً". كما يجب على الأهل إيصال المعلومة للمراهق بالتدريج الذي يتناسب مع سنه. وعليه يتعاطى الكتاب مع الصحة الإنجابية والجنسية كحالة من الرفاه الكامل بدنياً وعقلياً واجتماعيا في ما يتعلق بالجهاز التناسلي ووظائفه وعملياته كما يعرف الكتاب افراد العائلة على 21 نوعاً من الالتهابات المنقولة جنسياً، وعلى علامات الإصابة بها ومخاطرها وانتقالها وعدواها فضلا عن ابرز قواعد السلوك الوقائي حول الواقي الذكري، بالإضافة إلى تعريف السيدا وعوارضه وسنوات المرض ومراحله والصعوبات والأمراض المرافقة، وطرق انتقاله إضافة إلى دوافع الإدمان النفسية والاجتماعية، والعوامل المسببة، كما يرشد الأهل إلى التعرف على عوارضه، والأدوات التي قد يقتنيها المدمن والمشاكل الجسدية والنفسية والاجتماعية والسلوكية المصاحبة.
وتشير البستاني ختاماً إلى أنّ الكتاب يقدّم للأسرة التوعية اللازمة عن مصادر الخطر التي تهدد الطفل، من الأسرة نفسها عبر العنف على أنواعه أحيانا، وعبر التحرش الجنسي من الأقارب والمحيطين، وبأنواع التحرش الجنسي ومعاناة الأطفال ودور الأهل ودلائله واساليب توعية الأطفال.

لعل الأهم من إصدار الكتاب الذي شكل تحدياً لمكتب "اليونيسف" في بيروت على مدار ثلاث سنوات، هو كيفية إيصال المعلومات التي يحويها إلى الشرائح المستهدفة سيّما وأن المشروع تجريبي لإيصال المعلومات وهو سيبدأ في عكار، وبالتحديد في بلدات وادي الجاموس ودير دلوم - زوق المقشرين وفنيدق، حيث تنخرط البلديات الثلاث في مشروع "المجتمعات الصديقة للطفل".

0 commentaires:

إرسال تعليق