تنازلات المرأة أمام الرجل..مشاعر بين الحب والذل

بواسطة Marrakech يوم الجمعة، 21 أكتوبر 2011 القسم : 0 commentaires
تنازلات المرأة أمام الرجل..مشاعر بين الحب والذل


تنازلات المرأة أمام الرجل..مشاعر بين الحب والذل 
فوجئ اهل ناهدة بابنتهم وهي تقدم كما من التنازلات لاتمام مراسيم الزواج على خطيبها. فقد اشترت لنفسها خاتم الخطوبة وبدأت بشراء حاجياتها الاخرى وعندما جاء دور غرفة النوم اقترحت على خطيبها بأن يساهم بشرائها فكان رده أن إمكانياته المادية لا تسمح بذلك. فما كان منها إلا ان خضعت لرغبته واشترتها بنفسها مبررة ذلك بأنها تجهز لبيتهما معا، وأنه لا مكان للتقاليد ما داما يحبان بعضها البعض.

لكن السؤال الذي نطرحه، هل ما قدمته ناهدة يعدّ تنازلا ام حبا وتفكيرا عمليا، خصوصا وأن حالتها ليست نشازا، بعد أن باتت ظاهرة التنازلات الكثيرة للمرأة العراقية في تزايد ملحوظ لضمان بيت وزوج في ظل الازمة الاجتماعية الحاصلة حاليا باعتبار ان نسبة النساء تفوق نسبة الرجال بكثير! العرف الاجتماعي في العراق يقضي بأن يقدم العريس مستلزمات الزفاف وتفاصيل البيت وكل الملحقات الاخرى.

ومع تطور الحياة كان هناك من يشارك الزوج واهله في تلك التفاصيل من اهل الزوجة. لكن الملاحظ انه منذ سنوات عدة بدأت المرأة في العراق تقدم فروض الطاعة، المتمثلة في الهدايا، من اجل الحصول على فرصة للزواج او فرصة للحب. تقول رؤى، تبلغ من العمر الخامسة والثلاثين، وعلى أبواب الزواج: «لقد رضيت برجل متزوج لانني لم اعد صغيرة ولان الرجال الذين يكبرونني بالعمر اغلبهم متزوجين.

وقد تقدم لي صلاح لانه يعرف ان راتبي بعد الاحداث قد تحسن ويمكن ان اساعده في مصاريف بيته بعد ان تقاعد عن العمل. وفعلا جهزت بيتي بنفسي وقدمت الكثير من التنازلات التي يسميها هو تعاونا، لكنني وبصراحة اشعر انني سأفقد انوثتي ان استمرت هذه الحالة، ومع ذلك أومن أن المال سلطان وسأفعل كل شيء من اجل الحفاظ على هذه الفرصة من الضياع». أما سلوى وهي طالبة في احدى الجامعات العراقية، فتقول ان التنازلات التي بدأت الفتاة العراقية تقدمها كثيرة، من بينها رضاها بالزواج السري من ان يفوتها القطار كما يقال، الأمر الذي نشأ عنه الكثير من المشاكل التي كادت تودي بحياة الكثير من الفتيات اللواتي سلكن هذا الطريق الشائك.

كما تؤكد زميلة لها انها قد تزوجت فعلا بهذه الطريقة، لان شقيقتها تجاوزت سن الاربعين ولم يتقدم احد للزواج منها على الرغم من تمتعها بقدر واف من الجمال، بينما جارتها التي تتمتع بالمال الكثير وتفتقد للجمال تزوجت لانها تعتبر البيضة التي تدر الذهب على الزوج! سامرة عبد الوهاب تزوجت هي الاخرى بتقديم التضحيات والتنازلات كما تقول. فهي مطلقة ولديها طفلان من زوجها الاول الذي هاجر بعد طلاقها وبالتالي كانت مضطرة للزواج من احد اقربائها الذي طالبها وبشكل مباشر بمبلغ ثلاثة ملايين لاتمام الزواج منها وقبلت بذلك، لكن قائمة الطلبات استمرت.

وتضيف انها تحب زوجها وتريد ان تقدم كل شيء يرضيه، وترى ان التنازل عن المال افضل من التنازل عن الاستقرار والبيت والاسرة. حالة ناهدة كما رأينا ليست الوحيدة في العراق، بعضهن فسرنها بالحب والبعض الاخر بالتنازل، فما هو رأي الرجال؟ رائد سلمان طبيب تجاوز الثلاثين من عمره، مضرب عن الزواج بسبب الظروف المادية لاهله، لكنه يؤكد انه لو وجد فتاة غنية وتعمل سيتزوجها من دون تردد، حتى وان كانت تكبره عمرا. ويضيف أنه ليس عيبا ان تتحمل الفتاة مصاريف الزواج وليس للتقاليد دخل في هذا الامر.

المهم التوافق وعدم الشعور بفضل المرأة على الرجل في هذه القضية لان الرجل هو من جعلها تكون اسرة واطفالا وانقذها من العنوسة! ويقول ناجي عمار وهو طالب في الجامعة انه لا يفهم كيف تقدم الفتاة على الزواج السري من اجل الحصول على زوج؟ بل انني اعتبر ان من تقوم بهكذا عمل خارجة عن العرف والتقاليد والدين، ويؤكد زميله الذي تزوج من زميلته سرا انه يحاول ان ينسى ما فعل فقد كان يحب زميلته وعندما وافقته على رأيه خرجت من قلبه والى الابد، ولن يقوم بإعلان زواجهما بل انه سيطلقها في اقرب فرصة لانها تنازلت عن حقها ويمكنها ان تتنازل عن كل شيء بعد ذلك.
ومع اختلاف الاراء تبقى المرأة في العراق ضحية الحروب المتواصلة التي ألهبت حياتها وربما مشاعرها فراحت تقدم التضحيات من اجل فرصة جديدة للحياة.

0 commentaires:

إرسال تعليق