فارق السن بين الزوجين هل يقف عائقاً أمام الزواج؟؟

بواسطة Marrakech يوم الأربعاء، 7 ديسمبر 2011 القسم : 0 commentaires



فارق السن بين الزوجين هل يقف عائقاً أمام الزواج؟؟
المجتمع. الطب أم الشريعة... من يمنع من؟



تحمل الحياة الاجتماعية ضمنياً عوامل رفض وقبول العديد من المظاهر والسلوكيات وفقا لدرجة تأثيرها أو انتشارها بيننا، ووفقا للمواقف التي تحملها الذاكرة الجمعية منها. فهناك مظاهر ناشئة احتاجت إلى وقت طويل قبل أن تصبح جزءاً من عادات المجتمع وتقاليده. إلا أن هناك العديد من الظواهر التي قد لا تحمل أية جوانب سلبية، لكنها لا تزال في خانة المستهجَن و لا يزال مرتكبوها متهمين تدور حولهم إشارات الاستفهام!.


من هذه الظواهر فارق السن بين الزوجين سواءُ أكان الزوج أكبر من الزوجة أو العكس. فهل يلغي هذا كل الزيجات السعيدة لأشخاص جمعهم الزواج رغم الفارق العمري بينهما؟ ومن ثم أليس من شأن هذا أن يضيق مساحة الزواج ويقلل من فرصه ليصبح عائقاً إضافياً يضاف إلى آلاف العوائق الطائفية والدينية والقومية والمادية والثقافية والطبقية التي تمنع اقتران الشباب وبالتالي ارتفاع معدل العزوبية المتأخرة بينهم، لتكون عقبة إضافية أمام استمرار الحياة الطبيعية وإشباع الرغبة الفطرية للرجل والمرأة في الاستقرار وبناء الأسرة.
الزوج أكبر من الزوجة
عندما نطرح فارق السن بين الزوجين لصالح الزوج لا نعني به أربع أو خمس سنوات لأنه فارق طبيعي غير مرفوض اجتماعياً وما يًقصد بالفارق أن يتجاوز عشر سنوات والواقع يظهر لنا زيادة في طرح هكذا مشاريع أي أن يكون الزوج أكبر بكثير من الزوجة يرجعها كثيرون إلى الظروف الاقتصادية ذلك أنّ الزوج الشاب قد يكون عاجزاً عن تقديم المستوى المادي الذي تطمح إليه الزوجة الشابة مقارنةً مع ما سيقدم لها من قبل زوج كبير نسبيا قادر على تأمين متطلبات الزواج وتأمين حياة أسرية مستقرة، كما قد تأتي مرحلة تفكر فيها المرأة الشابة بالاقتران برجل ناضج مثقف يحويها ويوجهها في حياة تبدو لها صعبة، راغبة بخبرته التي تجد فيها الاحتواء الإنساني والعاطفي الأقرب للأبوة، وهو بالمقابل قد يجد فيها عودة الشباب والحيوية.
لكن إلى أي حد يمكن أن نحكم بمدى قدرة كل منهما على تحقيق أماني نظرية للموضوع.
اختلفت الآراء بين من يترك الموضوع إلى حرية كل منهما ذلك أن لكل علاقة زوجية ظروفها الخاصة وأن مسؤولية فشل أو نجاح الزواج تقع على الزوج والزوجة لاتهما يصنعان تفاصيله، إضافةً إلى عوامل أخرى تحكم ذلك منها المستوى العلمي والاجتماعي والتربوي لهما وبين من يجد حتمية فشل علاقة كهذه تحت وطأة الاختلاف في الخصائص الفكرية والنفسية وعدم قدرة الزوج على تلبية نداء جسد في ريعان الشباب وفكر يرغب في الانطلاق وتحقيق الطموحات أمام زوج بدأ يفكر في التقاعد وما يؤزّم الموضوع أكثر إذا كان الرجل من النوع الغيور أو فاقد الثقة بنفسه الأمر الذي قد يؤدي إلى التضييق على زوجةٍ صغيرة .
وبين من يجد أنَّ الرجل لابد أن يكون أكبر من المرأة لأنّ ذلك يشعره بالقوامة في مجتمع شرقي يفضل ذلك..كانت الآراء كالتالي:
مريم(طالبة) تقول: أعتقد أن موضوع فارق السن عائد إلى طبيعة كل من الرجل والمرأة فمن الممكن أن تكون المرأة مهيأة بعقلها وخبرتها مع صغر سنها للزواج بمن يكبرها لكن أعتقد أنها ستكتشف خطأ قرارها مع مرور الزمن ..عموماً أنا ضد فارق السن الكبير بين الزوجين..
أما أبو أحمد فيرفض أن يزوج ابنته لرجل أكبر منها لأنه يعتقد أنها ستكون زوجة خلال عشر سنوات أو أكثر وتقضي بقية عمرها ممرضة ..
وتقول عائدة: صديقتي متزوجة من رجل كبير لكن أراها متفاهمة ودائماً تقول أنا مدللة عنده.
أما أم بسام(53) سنة تقول: عندما طلبني زوجي عمره الآن(75)سنة، كان عمري 20 سنة لم أفكر لحظة في الرفض بسبب فارق السن لأنه في ذلك الزمن كان جامعياً وموظفاً كبيراً في الحكومة ويملك بيتاً مستقلاً عن أهله، عشت معه أياماً جميلة ..كان شخصاً متفهماً يحبني ولا يصبر على مقاطعتي له ولو لساعة، أما الآن حياتي تغيرت.. أنا لا زلت أرغب في الحياة وكلي حيوية ونشاط وهو يتصرف كرجل عجوز وعندما يحدث بيننا أي خلاف فقد تمر أيام طويلة دون أن يلتفت إلي أو يفكر أن يراضيني..
لو انتقلنا إلى العالم الغربي لو جدنا أمثلة حية تؤكد وجود علاقات تربط بين رجل كبير وشابة صغيرة فمن الطبيعي أن نسمع عن طالبة في الجامعة قد لا تتجاوز التاسعة عشر أو العشرين من عمرها أًٌغرمت بأستاذها في الجامعة الذي قد يتجاوز الخمسين من عمره وربطتهما علاقة زوجية كذلك النوع السائد للعلاقات في الغرب، حتى هوليود تشهد مثل هذه الزيجات من أمثلتها العلاقة الناجحة بين النجم مايكل دوغلاس والنجمة الشابة كاثرين زيتا جونس.
الزوجة أكبر من الزوج
تبدو حالات الزواج التي تربط بين زوجة أكبر من زوجها أكثر ندرة من تلك التي يكون فيها العكس لكنه يحدث كما يصور لنا الواقع ذلك وقبوله يرتبط بقناعة الطرفين أن الفارق لا يشكل عائقاً أمام السعادة في حياتهما الزوجية حتى لو تحفَّظ المجتمع على هكذا زواج ...
ومابين مؤيِّدً للفكرة متحججٍ بانَّ الفوارق تتلاشى أمام رزانة العقل ومرونة التفكير مؤكِّداً أنّ الزواج بعد المعاشرة والتجرد من الرغبات يتحول إلى مودة وذوبان للزوجين في قالب واحد، وبين رافضِ للفكرة من أساسها وأن المرأة من الظلم أن ترضى برجل يصغرها متحججاً أنها بطبيعة الحال يظهر عليها علامات الهرم قبل الرجل والرجل غالباً ما لا يرغب بظهور ذلك على زوجته قبله ... بين هذا وذاك كانت الآراء كالتالي :
أيمن(35) سنة يقول: أرفض كون المرأة أكبر من الرجل لأنها حالة شاذة في المجتمع ونحن في مجتمعات شرقية نتدخل بطبيعتنا في خصوصيات بعضنا البعض لذا لا بد لنا كأفراد أن نسير على نهجه ولا نشذ عنه..
أما عائدة (32) سنة تقول: زوجي أصغر مني ب(8) سنوات تزوجته بعد طلاقي من زوجي السابق الذي كان يكبرني بأربع سنوات حيث لم يستمر زواجي أكثر من ثلاثة أشهر تذوقت معه صنوف العذاب والألم ولم يطلقني إلا بعد دعوى قضائية استمرت سنتين... الآن أنا سعيدة مع زوجي لا أشعر أن السن عائقٌ أمام سعادتنا رغم أن زواجي منه تم بعد صراع مع عائلتي التي كانت تنظر إلى فارق السن أنه عيبٌ وانتقاص من قيمتي... زوجي يشعرني بعقله وقلبه أنه أكبر مني بكثير..
ماذا يقول المتخصصون؟
تقول الدكتورة هبة قطب أستاذة الصحة الجنسية والاستشارات الزوجية :
كلام الناس ورفضهم لمسألة الفروق بين الزوجين ما هي إلا آراء متفرقة يتبرعون بها دون سبب علمي بسبب ظلمة المنطقة وبعدها عن الثقافة المستنيرة لدى العامة وما يحدث فعلاً وبشكل علمي ورداً على الأسئلة التي ترد على كبر سن الرجل بالنسبة إلى المرأة ومدى تأثيره على استمرار العلاقة بينهما:
أن الوظيفة الحنسية مثلها مثل أي من وظائف الجسم تقل من حيث القدرة والكفاة مع التقدم في العمر وإن لم يكن العمر متقدماً، فمثلاً الشاب ذو العشرين سنة يستطيع أن يأكل كمية كبيرة من الطعام دون مشاكل أكثر كثيراُ من ذي الخامسة والثلاثين بالرغم من كون الاثنين شباباً، ثم أن هرمون الذكورة وهرمون النمو يقللان تدريجياً بعد سن الثلاثين لكن تبقى الوظائف المنوط القيام بها على وجه شبه كامل ربما بعد الستين وأحياناً أكثر وتوجد هناك استثناءات من كل ما مضى سواء بالسلب أو الإيجاب حسب العوامل ومنها الداخلي أو الخارجي وبالتالي فلا قانون يحكم ذلك..........
وعن رأي الشريعة في الموضوع وجهت مجلة الثرى السؤال إلى الدكتورة ندى قيّاسة أستاذة الفقه الإسلامي في جامعة دمشق حيث قالت:
فارق السن ليس عائقاً أمام سعادة الزوجين في الشريعة الإسلامية، لأن السعادة تأتي من تربية الوازع الديني عند الأزواج لأن الشريعة أوصت الزوجين بأن يرضي كل منهما ربه في الآخر وهذه وصايا الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا المضمار حيث يقول:( إنما النسا شقائق الرجال ما أكرمهنَّ إلا كريم وما أهانهنَّ إلا لئيم) وأوصى المرأة بزوجها حيث قال عليه الصلاة والسلام:( إنما زوجك جنتك ونارك) وقال لها حسن التبعًّل _ حسن الزوجية_ يعدل الجهاد في سبيل الله) ثم أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام تزوج بالسيدة خديجة التي كانت تكبره ب15 سنة كما تزوج بعد وفاتها من السيدة عائشة التي كانت تصغره بكثير ولم يكن فارق السن عائقاً أمام سعادتهما.
الحل في هذه الإشكاليات تكمن في زيادة فسحة الحرية في الاختيار وتوسيع الأفق والامتناع عن الاستبداد في الرأي ومحاكاة آراء الوسط الذي نعيشه كما تفعل الببغاء حتى لو كان هذا الشئ لا مستند له...وهَب وجود مستندٍ أو نظرية علمية لكنها مهما كانت تبقى نظرية قابلة لأن تهدم ويًبنى على رفاتها نظرية أخرى قد تناقضها تماماً .
قد يكون نسبة 90 بالمائة مثلاً من أفراد المجتمع خرجوا من تجربة توصلوا بعدها إلى نتائج اعتقدوها عامة على جميع الناس لكنهم لو قاسوا جميع الحالات فسيتوصلون حتماً إلى وجود نتائج مغايرة تماماً بنسبة10 بالمائة أو أكثر ...
أفلا تكفي هذه النسبة لأخذ الجهد منا على تغيير قناعاتٍ كثيرة لا ندري من أين ولدت ولا كيف؟؟؟؟؟؟
كل ما نعلم أنّها باتت أصناماً نعبدها وآلهةً نستغيث بها في المصائب والمحن

0 commentaires:

إرسال تعليق